عجّت صالات المغادرة في مطار “بن غوريون” الإسرائيلي، خلال السبعة أيام الماضية، بطوابير الانتظار التي وصلت لمئات الأمتار، من مستوطنين ومسافرين أجانب من دول مختلفة، يحاولون الإقلاع من الأراضي المحتلة، إثر عملية طوفان الأقصى.
وياتي ذلك في ظل تصريح العديد من مستوطني غلاف غزة بعدم عودتهم إليه، وحتى رغبتهم في مغادرة كيان الاحتلال، وقد ألغت العديد من الدول رحلاتها إلى مطار، كما أدت عملية طوفان الأقصى إلى إغلاق المطارات المحلية وسط “إسرائيل” وجنوبيها أمام الاستخدام التجاري.
وأظهرت مشاهد متداولة أعداداً كبيرة من المسافرين، الذين يجلسون على الأرض إلى جانب حقائبهم، بعد انتظار طويل في المطار.
وقامت سلطات الاحتلال بإغلاق مطار تل أبيب، بعد قصف صاروخي من غزة، ردا على القصف الإسرائيلي للقطاع واستهداف المدنيين الفلسطينيين، وما خلفه من دمار واسع ومئات القتلى.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد أبو زهري، أن “ما تداولته تقارير عبرية عن رفض أعداد كبيرة من المستوطنين العودة إلى مستوطنات غلاف غزة، وكذلك تدفق الآلاف إلى المطارات الصهيونية للهرب، يعكس حجم الرعب في قلوبهم، وانعدام ثقتهم بحكومتهم، وقدرتها على جلب الأمن لهم”.
وشدد أبو زهري على أن هذه المشاهد تدلل على حقيقة ثابتة أن هذه الأرض ليست لهم، لذلك يسارعون على الهرب منها، في المقابل يجابه الشعب الفلسطيني القصف والتدمير الهمجي ومحاولات التهجير بالإصرار على الثبات والصمود.
وأشار إلى أن مسارعة العديد من الدول لإجلاء رعاياها من كيان الاحتلال، يدلل هو الآخر على تقديرهم بفشل حكومة الاحتلال وعدم قدرتها على تحقيق الأمن وكذب ادعاءاتها المتكررة عن بلد الاستقرار.
ومن جهته، قال المحلل السياسي عاطف الجولاني، إن “حجم الضربة القوية التي تعرض لها غلاف غزة والكيان بشكل عام من كتائب القسام، سيبقى في الذاكرة الجمعية، لدى مغتصبي الغلاف”.
وتابع: “من الطبيعي، امتلاء المطارات بالمغادرين، فليس ثمة ما يربطهم بهذه الأرض، إلا خرافات ووعود توراتية وهمية، وقد ثبت لديهم بالدليل القاطع أن فلسطين ليست صالحة لاستقرارهم، والأيام القادمة حبلى بالأحداث والانقسامات الداخلية الإسرائيلية”.وشكّل الهجوم لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، على غلاف غزة، صدمة كبرى وحالة من الرعب لدى مستوطنيه، ودعا العديد منهم للتصريح باستبعاد العودة إليه، بحسب تصريحاتهم لصحف عبرية.
وخصت الصحف في أعدادها الصادرة، في نهاية الأسبوع المنصرم، عناوينها وصفحاتها لتداعيات معركة طوفان الأقصى على سكان الغلاف، الذين يبلغ عددهم 60 ألفا، تم إجلاؤهم من 22 مستوطنة، فيما بات يعرف إسرائيليا بأحداث “السبت الأسود”،
رابط الخبر: https://palinfo.com/news/2023/10/14/854357