أقرّ سياسيون ومعلقون في تل أبيب بأنّ المجزرةالتي نفذها جيش الاحتلال في مستشفى الأهلي بغزة، ليل أمس الثلاثاء، قلبت توجهات الرأي العالمي إزاء مسار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وستقلص من قدرتها على تحقيق أهدافها.
وقال رئيس “رابطة شباب” حزب “هناك مستقبل“، أكبر أحزاب المععارضة الإسرائيلية، تومر فينر، إنه بعد المجزرة في المستشفى الأهلي “سيكون من الصعب على إسرائيل جباية أثمان من حركة حماس“.
وفي منشور عبر منصة “إكس“، ذكّر فينر بأنّ المجزرة جاءت بعد أن فقدت إسرائيل عشرة أيام منذ بدء الحرب، كان يمكن أن تستغلها في تنفيذ العملية البرية.
وأشار إلى أنّ ما يفاقم الأمور تعقيداً، حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية غير قادرة على إدارة حملات دعائية للدفاع عن روايتها في العالم، في حين يتولى هذه المهمة “مواطنون إسرائيليون” بشكل تطوعي.
من ناحيته، حذر معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة “هآرتس” يوسي ميلمان، من أنّ المجزرة ستقلّص الشرعية الدولية التي راهنت إسرائيل على أن تحظى بها عمليتها البرية في عمق قطاع غزة.
وفي سلسلة منشورات عبر منصة “إكس“، توقع ميلمان أن تفضي المجزرة إلى حدوث تراجع في الموقف الأميركي من الحرب، لافتاً إلى أن الرئيس جو بايدن الذي سيزور إسرائيل اليوم بدا غاضباً بعد الإعلان عن وقوع المجزرة.
وأشار إلى أنّ المجزرة أفضت إلى انهيار التحركات الإقليمية التي كانت تراهن عليها الولايات المتحدة في إسناد موقفها من الحرب، مشيراً إلى قرار الأردن إلغاء القمة الرباعية التي كان يفترض أن تجمع بايدن بكل من ملك الأردن عبد الله الثاني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فضلاً عن إسهامها في تفجر غضب جماهيري بالعالم العربي.
وبحسب ميلمان، فإنّ ارتكاب المجزرة يزيد من فرص تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، ويعزز من دافعية “حزب الله” اللبناني لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.
وأشار إلى أن المجزرة ستسهم في تسليط الأضواء على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وستتعاظم الضغوط على إسرائيل للموافقة على إدخال المساعدات حتى بدون أن تقدّم “حماس” أي تنازلات في ما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين لديها.
ولم يستبعد رجل الاستخبارات الإسرائيلي السابق شموئيل مئير، بدوره، في منشور عبر منصة “إكس“، أن تفضي المجزرة إلى حدوث انفجار جماهيري في المنطقة، لافتاً إلى أن إسرائيل تعجز عن تقديم تفسير لما حدث.
أما أوري غولدبرغ، الباحث في “مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات“، فأشار عبر منصة “إكس”، إلى أنّ نص البيان الذي أصدره الرئيس بايدن في أعقاب المجزرة، يدلّ على أنه لا يقبل التفسير الإسرائيلي، إذ أشار إلى أنه كلّف مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بتقصي الحقائق حول الحادث، فضلاً عن تشديده على التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حياة المدنيين بشكل عام.
وتساءل المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كدوش، عن صمت قيادة الجيش وتأخرها في تقديم روايتها عما حدث في المستشفى.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، أعاد للأذهان حقيقة أن الناطق بلسان جيش الاحتلال لم يشر في البداية حتى إلى إمكانية أن يكون الحادث ناتجاً من صواريخ المقاومة.
رابط الخبر: https://www.alaraby.co.uk/politics