20 سپتامبر، 2024

حماس خلف خطوط القوات الإسرائيلية

تكرر ذكر حاجز “إيرز” الحدودي الإسرائيلي مع غزة في وسائل الإعلام عدة مرات منذ هجوم 7 أكتوبر أو ما يعرف بـ”طوفان الأقصى“. بعد 22 يوما من عمليات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي العنيف الذي أحال القطاع إلى ركام، إضافة إلى عمليات التوغل البري الإسرائيلي، وصل مقاتلون  فلسطينيون إلى حاجز “إيرز” مجددا في عملية وصفوها بأنها “إنزال“، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنها تسلل لمسلحين عبر الانفاق.

نقطة تفتيش “إيرز” الإسرائيلية، حملت اسم تقاطع طريق في الجوار، والاسم ذاته يطلق أيضا على مستوطنة إسرائيلية تضم منطقة صناعية.

مواقع إعلامية عبرية تحدثت عن نقطة التماس هذه، مستوطنة “إيرز” في عام 2005 قائلة: “إن أقرب مدينة فلسطينية وهي بيت حانون، والتي تحولت إلى نقطة انطلاق للنشاط الإرهابي مع وصول عرفات إلى غزة، تقع على بعد 15 دقيقة سيرا على الأقدام من بوابة الكيبوتس“.

الاسم “إيرز” يعني باللغة العبرية شجرة “الأرز” القوية والمتينة، في حين أسس نشطاء منظمة “نوار أوفيد” وتعني “الشباب العامل” المستوطنة التي حملت الاسم، في عام 1949، على بعد 550 مترا من حدود قطاع غزة، و19 كيلو مترا جنوب عسقلان. ويقال إن المستوطنة تكاملت واستقرت بحلول عام 1951.

حين انسحب الإسرائيليون من قطاع غزة في عام 2005، كان يعيش في مستوطنة “إيرز” ما يزيد قليلا عن 400 مستوطن إسرائيلي علاوة على “متطوعين أجانب“.

أما معبر “إيرز” فيوصف في وسائل الإعلام العبرية في عام 2005 بأنه ممر طويل يبدأ عند حاجز على الجانب الفلسطيني، فيما تبدأ المحنة الحقيقية في البوابات الفولاذية الإسرائيلية مع الحشود البشرية، وأجهزة الكشف عن المعادن، وغرف التفتيش الشخصية، ونقاط التحقق من بطاقات المرور المغناطيسية، وقد كانت بمثابة “حدود دولية حقيقية خلال فترة الحرب“.

الحديث يدور عن فترة ما قبل الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر عام 2000، حين كان ينتقل “ما بين 25 إلى 30 ألف عربي  من غزة إلى إسرائيل يوميا”، ثم انخفض العدد لاحقا في عام 2005 إلى ما يقرب 15 ألفا، ثم تقلص العدد لاحقا إلى 4000 شخص، “معظمهم ينتقل للعمل، ويدير بعضهم أعمالهم الخاصة، ويذهب آخرون إلى زيارة الأقارب”، وكان حينها يشترط أن لا تقل أعمار الفلسطينيين الذين يتوجهون للعمل في إسرائيل عن 35 عاما، وعند وصول هؤلاء إلى الحاجز الإسرائيلي كانوا يجدون يافطة مكتوب عليها “مرحبا بكم في نقطة تفتيش إيرز”.

مستوطنة “إيرز” بدأت عقب عقود من بنائها في تطوير الصناعة وبناء منطقة صناعية، وجرى إقامة مصنع لمؤسسة إيريز للبلاستيك الحراري، ومختبر أبحاث مختص بتطوير طريق جديدة لتربية الدواجن، وتعمل الآن في المنطقة الصناعية 200 شركة.

الجيش الإسرائيلي كان أعلن في 29 أكتوبر 2023 القضاء على مسلحين كانوا قد خرجوا من نفق من قطاع غزة بالقرب من حاجز إيرز.

الجيش الإسرائيلي ذكّر بالمناسبة بأنه قبل هجوم حماس كان الآلاف من سكان غزة يدخلون إسرائيل عبر حاجز “إيرز” للعمل أو تلقي العلاج، واصفا في السياق الحاجز الإسرائيلي بأنه “نقطة تفتيش إنسانية“.

من جهة أخرى نفى المكتب الإعلامي الحكومي “حماس“، اليوم، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة.

وقال المكتب الإعلامي، في بيان صحافي تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه: “خلافا لحديث الاحتلال؛ لا يوجد أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع“.

وأضاف أن “ما جرى على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة في منطقة جحر الديك“.

وذكر البيان أنه “لا يوجد حاليا أي تواجد لآليات جيش الاحتلال على شارع صلاح الدين، وعادت حركة المواطنين لطبيعتها عليه“.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق عن توسيع عملياته البرية في قطاع غزة، وأن قواته قتلت خلال اشتباكات عشرات المسلحين الفلسطينيين تحصنوا داخل مبان وأنفاق.

وزعم جيش الاحتلال أنه شن خلال آخر 24 ساعة هجمات ضد حوالي 600 هدف منها مستودعات للوسائل القتالية، وأماكن اختباء وتجمعات تابعة لعناصر حماس ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع.

وبينما تمت استعادة خطوط الاتصال إلى حد كبير بحلول صباح الأحد فمن الصعب تقييم المدى الحقيقي للأضرار والوفيات التي وقعت يومي 27 و29 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث يكافح الدفاع المدني والعاملون الطبيون للوصول إلى الضحايا.

رابط الخبر: https://arabic.rt.com/world/1508064

إقرأ السابق

التلفزيون الإسرائيلي: مصر هددت تل أبيب بالحدّ من العلاقات الدبلوماسية

اقرأ التالي

وثيقة تحذيرية سلمت لنتنياهو قبل 7 سنوات وتنبّأت بـ طوفان الأقصى

أدخل رأيك حول هذا المنصب

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *