إسرائيل ترتكب جريمة منظمة في مجمّع الشفاء الطبي

منذ نحو يومَين، يتعرّض مجمع الشفاء الطبي الواقع في غرب مدينة غزة وكذلك محيطه لاستهداف عسكري. وقد أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم الأحد، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب “جريمة منظّمة” فيه، في حين تنشر “أكاذيب” بهدف التنصّل من المسؤولية.

وجاء في بيان نشره المكتب الإعلامي عبر تطبيق “تلغرام” أنّ “في هذه الأثناء يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة منظّمة تمّ التخطيط لها بشكل مسبق ضدّ مجمّع الشفاء الطبي الذي يضمّ مئات الجرحى والنازحين والطواقم الطبية، أمام مرأى العالم”.

أضاف المكتب أنّ “الاحتلال يحاصر مجمّع الشفاء الطبي، وينشر طائرات مُسيّرة عديدة في أجواء المجمّع، وهذه الطائرات تطلق النار بشكل مكثّف على ساحات المستشفى”، مستهدفةً “كلّ من يتحرّك في داخله، الأمر الذي أدّى إلى إصابة عدد من الموجودين”.

من جهته، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في ساعة مبكرة من اليوم الأحد، عن قلقه من “فقدان الاتصال” بالأشخاص الذين تتواصل وكالته التابعة للأمم المتحدة معهم في مجمّع الشفاء الطبي.

في الإطار نفسه، قال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت إنّه “لا مكان آمناً في مجمّع الشفاء الطبي ومحيطه”. وحذّر، في مؤتمر صحافي عقده اليوم الأحد، من أنّ 650 مريضاً وجريحاً، من بينهم 36 طفلاً، حياتهم في خطر بسبب الوضع الكارثي في مجمّع الشفاء الطبي، مطالباً “مصر بإنقاذ أرواحهم”.

وتحدّث زقوت كذلك عن “نحو 1500 نازح في مجمّع الشفاء الطبي، حياتهم في خطر”، فيما أشار إلى “تكدّس القمامة والنفايات الطبية وعدم توافر المياه وانقطاع الكهرباء، الأمر الذي يهدّد حياة الجميع”.

ولفت المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيانه نفسه، إلى أنّ الطواقم الطبية “لم تتمكّن من إنقاذ المصابين، بسبب حصار جيش الاحتلال للمجمّع، وعدم تمكّن الطواقم من التنقّل بين البنايات الداخلية”.

وتابع المكتب أنّ أمس السبت، “خرج علينا (…) أحد مسؤولي جيش الاحتلال (المتحدّث باسم الجيش دانيال هاغاري) ليقول إنّهم لا يستهدفون مجمّع الشفاء الطبي”، متسائلاً: “لمَن تتبع الطائرات المسيّرة التي تطلق النار على كلّ من يتحرك؟”.

ويدّعي الاحتلال أنّ ثمّة “مقرّاً لحركة حماس” في مجمّع الشفاء الطبي، وقد وجّه أوامر عدّة بإخلائه منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وحمّل المكتب الحكومي، في بيانه، “الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي، في مقدّمتهم الولايات المتحدة الأميركية، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة المستمرّة”.

وطالب “المؤسسات الدولية في قطاع غزة بلا استثناء، بالتوجّه فوراً إلى مجمّع الشفاء الطبي من أجل حمايته وحماية الطواقم الطبية وكلّ من في داخله”.

وأمس السبت، كشف مدير مجمّع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية عن أنّ “جثث الشهداء مكدّسة، وسنحاول دفنها في داخل المستشفى الذي يتعرّض ومحيطه لقصف مستمرّ من قبل الجيش الإسرائيلي”.

في سياق متصل، شدّد المتحدّث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، اليوم الأحد، على أنّه “لا بدّ من تدخّل عاجل لإنقاذ الأوضاع في مجمّع الشفاء الطبي، وإلا سنفقد مزيداً من الجرحى”.

أضاف القدرة لوكالة الأناضول أنّ “أضراراً كبيرة لحقت بمبنى العناية المركزة في مجمّع الشفاء الطبي، من جرّاء استهدافه مجدداً من جانب الجيش الإسرائيلي”. ولفت إلى أنّ “الاحتلال استهدف قبل قليل عدداً من الأشخاص في خلال محاولتهم مغادرة مجمّع الشفاء الطبي”.

كشفت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة عن فظائع تحدث في مستشفيات قطاع غزة، خصوصاً مجمّع الشفاء الطبي. وقالت، في بيان صحافي نُشر اليوم الأحد، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يخلي المستشفيات، بل يلقي الجرحى والمرضى في الشارع، الأمر الذي يؤدّي إلى “الموت المحتّم“، مشدّدةً على أنّ “هذا ليس إخلاءً، بل طرد تحت تهديد السلاح”.

وتحدّثت الكيلة عن كارثة، إذ إنّ ثمّة مرضى يموتون الآن من دون الحصول على علاجاتهم، مثل الذين يخضعون لغسل الكلى، من الأطفال والبالغين.

وقد أكّدت الكيلة وفاة 12 مريضاً في مجمّع الشفاء الطبي، حتى الآن، بسبب انقطاع الكهرباء والمستلزمات الطبية، من بينهم طفلان حديثا الولادة.

وبيّنت الكيلة أنّ الطواقم الطبية في مجمّع الشفاء الطبي لا يستطيعون التنقّل بين أقسامه ومبانيه، إذ إنّ الاحتلال يستهدف عسكرياً كلّ من يتحرّك في داخله. أضافت أنّ الذين يتلقّون علاجهم في هذا المستشفى عرضة للإصابة من جديد، وهم على أسرّتهم، نتيجة قصف الاحتلال المستشفى، علماً أنّ القصف طاول آبار المياه ومحطات الأوكسيجين وبوابة المجمّع ومرافق أخرى فيه. يأتي ذلك إلى جانب فساد مخزون الدم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يحرم المرضى وكذلك الجرحى الذين ينزفون وحدات الدم.

وتحدّثت الكيلة عن أنّ خطراً آخر يتهدّد حياة الموجودين في مجمّع الشفاء الطبي، وينذر بوقوع كارثة صحية، وهو عدم استطاعة الطواقم الطبية دفن 100 شهيد بدأت جثامينهم بالتحلّل في ساحة المستشفى، مشيرة إلى أنّ كلاباً ضالة نهشت عدداً منها، بحسب ما أفادت كوادر طبية. ويتضاعف الخطر مع تكدّس المخلفات الطبية في الأقسام.

كذلك أشارت الكيلة إلى أنّ الجرحى والمرضى والطواقم الطبية في مجمّع الشفاء الطبي لا يجدون ما يأكلونه، بالإضافة إلى كلّ ما يعانون منه، في حين أنّ المياه مقطوعة.

ورأت الكيلة أنّ الحلّ إمّا بإمداد مجمّع الشفاء الطبي بالكهرباء والمستلزمات الطبية والأدوية والوقود، وإمّا بإخلاء آمن للمرضى لتلقّي العلاج في مصر، إذ لم تعد مستشفيات قطاع غزة قادرة على استقبال مزيد من الجرحى.

وكانت الكيلة قد أفادت، أمس السبت، بأنّ 39 طفلاً حديثي الولادة في قسم العناية المركّزة في مجمّع الشفاء الطبّي مهدّدون بالموت في أيّ لحظة، من جرّاء انقطاع الأوكسيجين عنهم تزامناً مع قصف جوي ومدفعي كثيف يتعرّض له المستشفى ومحيطه. وبالفعل، توفي اثنان من هؤلاء الصغار، في وقت لاحق.

رابط الخبر: https://www.alaraby.co.uk/society

إقرأ السابق

تظاهرات واسعة في إسرائيل تطالب بوقف النار وتنفيذ تبادل أسرى

اقرأ التالي

إعلام إسرائيلي: الحرب ألقت بظلالها على الحياة الاقتصادية للإسرائيليين

أدخل رأيك حول هذا المنصب

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *