قال محلل إسرائيلي، الاثنين، إن الشارع الغربي وكذلك العربي بات ينظر الى قادة حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” على أنهم “مقاتلين من أجل الحرية“.
وكتب آفي ايسسخاروف في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “من المستحيل تجاهل ما أصبح على نحو متزايد واحدًا من أعظم الكوابيس السياسية التي عرفناها”.
وأضاف: “بعد هذه المذبحة القاتلة للمدنيين الإسرائيليين (في 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي) فإن غالبية العالم ينظر إلينا، نحن الإسرائيليين، كإرهابيين، في حين يُنظر إلى يحيى السنوار (رئيس حركة حماس بغزة) ورفاقه على أنهم مقاتلون من أجل الحرية ويحظون بالثناء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الرأي العام الأمريكي والبريطاني، وبالطبع في الدول العربية”.
واعتبر ايسسخاروف أن “يحيى السنوار يحقق الآن ما لم يحققه أي زعيم عربي سابق، لقد أصبح بطلاً للجماهير في أوروبا وحتى في الولايات المتحدة“.
وقال: “بينما وقف العالم كله تقريبًا في اليومين أو الثلاثة أيام الأولى من الحرب إلى جانب إسرائيل، تظاهر حوالي نصف مليون شخص يوم السبت في لندن ضد إسرائيل ولصالح حماس”.
وأضاف: “تمتلئ الشوارع في واشنطن ونيويورك بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وقد تعلم كل جون دو في أوروبا أن يهتف (فلسطين حرة) دون أن يعرف حتى أين تقع غزة على خريطة العالم”.
وتابع: “نعم، يرتبط الاتجاه العام العالمي باتجاهات معادية للسامية بشكل صارخ، لكنه مرتبط أيضًا بكيفية نجاح حكومات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصوير إسرائيل على أنها متنمر جامح وغير راغب في قبول أي صفقة دبلوماسية مع الفلسطينيين. أو بكلمات أخرى، رافض للسلام”.
وأردف: “حتى زعيم حزب الله حسن نصر الله أدرك إلى أين يتجه الاتجاه العالمي، فامتنع عن تقديم التأكيدات بشأن الانضمام إلى حرب حماس، في حين دعا إلى زيادة الضغوط على الغرب. وهو يدرك بالفعل أن الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة على وجه التحديد هو الذي قد يؤدي في النهاية إلى وقف سريع لإطلاق النار”.
ولفت إيسسخاروف إلى أنه “من المؤكد أن أنصار نتنياهو سيجادلون بأن أي حكومة إسرائيلية من المرجح أن تواجه موقفاً مماثلاً من العالم في حالة شن عملية داخل غزة. ومن باب الإنصاف، لا بد من القول إننا ربما واجهنا بعض مظاهر الكراهية حتى لو كانت هناك حكومة مختلفة في السلطة في إسرائيل”.
وقال: “ومع ذلك، فإن الفشل الدبلوماسي ونقص الدبلوماسية العامة الذي نشهده لا يرجع فقط إلى معاداة السامية، بل ينشأ أيضًا من الشعور السائد في العديد من البلدان حول العالم بأن إسرائيل تفتقر إلى القيادة التي تسعى إلى شيء يتجاوز توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية”.
وأضاف: “إن ما يحدث في الأيام الأخيرة هو أحد أكبر الإخفاقات السياسية والدبلوماسية العامة التي عرفتها إسرائيل على الإطلاق، وربما الأكبر بالنظر إلى الطريقة التي بدأت بها الحرب”.
وتابع إيسسخاروف: “وعلى النقيض من الفشل العسكري، هناك شخص واحد فقط يتحمل المسؤولية عن ذلك، وهو رئيس الوزراء نتنياهو. ربما لن تتمكن حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى. لكن عند الحديث عن اليوم التالي، فإن نتنياهو جزء من المشكلة، وليس جزءا من الحل“.
ومنذ 38 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و180 قتيلا، بينهم 4 آلاف و609 أطفال، و3 آلاف و100 امرأة، فضلا عن 28 ألفا و200 مصاب، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية مساء الأحد.
رابط الخبر: https://www.aa.com.tr/ar