يواجه قطاع البناء الإسرائيلي أسوأ أيامه، بسبب إغلاق العديد من المناطق بسبب الحرب. فقد تُرك صغار المقاولين دون مواد جبس ودهانات متخصصة، وغادر العمال الفلسطينيون، واضطروا إلى توظيف عمال من السوق السوداء يطالبون بأجور مرتفعة للغاية.
ويقول ديفيد، اسم مستعار، وهو مقاول بناء لموقع “ذا ماركر” الإسرائيلي: “نصف العمال في شركتي فلسطينيون، ولم يتمكنوا من دخول إسرائيل منذ بداية الحرب. أنا مقاول صغير نسبياً يوظف عشرة عمال. إن البدائل تنطوي على إشكالية، فإما أعيّن عمالاً غير محترفين للقيام بأعمال المتخصصين، وإما أبحث عن عمال غير قانونيين في السوق السوداء، والأجور هناك مرتفعة جداً”.
والمهنيون في السوق السوداء هم في الأساس عمال صينيون جاؤوا إلى إسرائيل كعمال قانونيين وبقوا بشكل غير قانوني، ولكن أيضاً هناك عمال من مولدوفا ودول أخرى. ووفقاً لجمعية مقاولي التجديد، يراوح عددهم بين 8000 و10000 شخص.
يقول ديفيد: “العمال غير الشرعيين القادمين من الصين لا يصدرون فواتير، بالطبع، يطلبون المال نقداً، والأجور التي يطالبون بها بعيدة كل البعد عن الواقع. في العادة، يحصل العامل على 750 شيكل في اليوم، أو ربما 1000 شيكل إذا كان من ذوي الموهبة الكبيرة، بينما الآن دفعت للعامل الصيني 2500 شيكل مقابل عمل يومي. لم يكن لدي أي خيار، كان عليَّ أن أسلِّم المشروع للزبون”.
وأصبح النقص الآن حاداً لدرجة أنه حتى العمال البسطاء، لا الخبراء الذين يتعاملون مع مهن مثل التجصيص والبلاط، يطالبون بمبالغ مضاعفة وثلاثية.
“لقد أُخرِجتُ من منتصف المشروع حيث كنت قد انتهيت من الهيكل الأساسي للمبنى، لأنه ليس لدي عمال. لقد خسرت 300 ألف شيكل”، يقول أحد المقاولين. ويضيف “أنه حتى لو أراد توظيف عمال إسرائيليين، فليس هناك ما يكفي من المهنيين الذين لديهم خبرة جيدة في أعمال التجصيص والبلاط والطلاء”.
“في النهاية، أحضرت أبنائي لمساعدتي. لكنهم محدودو القدرات. في الساعة الثانية بعد الظهر، كانوا مغمىً عليهم بالفعل، وبعد يوم واحد تؤلمهم أجسادهم بالكامل”، وفق المقاول الإسرائيلي.
رابط الخبر: https://www.alaraby.co.uk/economy