وعقد الاجتماع التحليلي الثالث حول عملية “طوفان الأقصى” تحت عنوان” اسرائيل مراة هشة ” بحضور ثلاثة كبار الخبراء والمحللين للقضايا السياسية وهم سهيل كثيري نجاد، علي عبدي، علي رضا سلطان شاهي وجمع من الراغبين والداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني عصر الخميس بطهران .
ويتناول الاجتماع دراسة السياسة العامة لمحور المقاومة في الفترة الراهنة ، والحرب الإعلامية، بالتوازي مع المعركة الميدانية، واستعراض المواقف السلبية للدول العربية تجاه الأحداث الأخيرة للكيان الصهيوني و أبرز توجيهات قائد الثورة وخطابات الأمين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله بشأن الأحداث الأخيرة.
وأشار المحلل السياسي “علي عبدي” الى محرقة الايرانيين في يوم عيد المساخر( بوريم) ومقتل 77 ألف إيراني خلال الفترة الأخمينية على يد اليهود وشرح هذا التقليد القديم للشعب اليهودي بعد تاسيس الكيان الإسرائيلي المزيف في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الجدير بالذكر بانه يصادف عيد المساخر ( بوريم) لعام 2023 يوم الثلاثاء الموافق تاريخ 07.03.2023 .
في حين اعترف اليهود بقتل نحو 80 ألف إيراني في الكتب المتعلقة باليهود، بما فيها كتاب أستير ،هم يحتفلون بهذا اليوم بكل وقاحة .
واعتبر “ علي عبدي” اعتداء جنود الكيان الصهيوني على منازل الفلسطينيين ونهب ممتلكاتهم وتزوير الروايات حول احتلال الاراضي الفلسطينية عملا من أعمال القمع من تعاليم أستير وله جذور في التاريخ اليهودي.
ويقال إن هذه المذبحة التي تمت بإصرار أستير من خشاريار شاه للقضاء على أعداء الشعب اليهودي و استمرت حتى اليوم .
وتابع عبدي: السياسة العامة لجبهة المقاومة في هذا الوقت هي مقاومة ومواجهة الكيان الصهيوني. لقد كانت إسرائيل تبحث عن التيار المناهضة للمقاومة في غزة، لكنه فشل في تحقيق هذا الهدف، والحقيقة أن كل أهل غزة أصبحوا جزءاً من جبهة المقاومة، وهم غير مستعدين لمغادرة غزة في ظل هذه الظروف وتستمد هذه الأهمية من البعد الروحي لعملية طوفان الأقصى التي تجري في غزة وفلسطين اليوم ولم يحدث من قبل.
وأشار عبدي إلى أن مؤسس الثورة الإسلامية الايرانية الإمام الخميني الراحل (ره)، هو من وضع حجر الأساس للحرب مع إسرائيل، وقال: ان القضية تتجاوز إسرائيل، القضية الأساسية هي تدمير الصهيونية العالمية .
وأضاف: الإمام الخميني (قدس سره الشريف) لديه نظرة عالمية للصهيونية، والاسلام له رسالة عالمية وفي عام 1963 و أعلن الإمام الخميني انذاك استراتيجيته لمحاربة الصهيونية بخطة الصحوة الإسلامية . كما استخدم قائد الثورة الاسلامية السيد على الخامنئي ، كل إمكانياته لتحقق الصحوة الإسلامية العالمية خلال 34 عاماً، والمسالة الهامة أن إيران هي الدولة الوحيدة التي لم تقع في فخ الصهيونية العالمية .
وذكر أن خطاب الإمام الخميني المهم حول القضاء على اسرائيل بايدي الدول الإسلامية قد تحقق بعد سنوات عديدة والآن هجوم القوى الثورية من سوريا والعراق واليمن ولبنان على الكيان الصهيوني هو تحقيق هذه الحقيقة.
وأعرب عن أسفه لاستخدام بعض الدول الإسلامية، بما فيها السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، مواردها في الحرب ضد اليمن و المسلمين وقال: على المسلمين أن يتخلوا عن خلافاتهم الدينية ويشاركوا في الحرب ضد الكيان الصهيوني .
وقال المحلل سلطان شاهي الخبير في الشؤون السياسية ان الصهيونية هي الوجه الجديد لليهود القدماء وفي إشارة إلى السلوكية اليهودية قال: أينما يوجد المال والأمان فهي أرض الميعاد لليهود، وبعد 75 عاما لا يزال هناك 6 ملايين و900 يهودي في إسرائيل ويعيش 8 ملايين يهودي خارج إسرائيل و لدينا يهود في 152 دولة .
وقال سهيل كثيري نجاد مؤلف كتاب “الجغرافيا السياسية للكيان الصهيوني” : إن الحرب المشتركة كانت الأسلوب الجديد لقوى المقاومة في هذه العملية. وتم تنفيذ هذه العملية من عدة جبهات، منها توغل أرضي وفشل معلوماتي لهذا الكيان.
واعتبر الأسلوب العسكري لجيش الكيان الصهيوني في هذه الحرب بمثابة رياضة كراوماكا وقال: هذه الرياضة هي رياضة بالأيدي ذات أسلوب الضرب السطحي ولكن بعدد ضربات مرتفع. معناها الحرفي هو الصراع الوثيق.
كما ذكر سهيل كثيري نجاد أن كراوماكا هي الرياضة الوطنية لإسرائيل، ويكون معناها الحرفي صراعاً وثيقاً، وقال إن إسرائيل تعتبر فصائل المقاومة، بما في ذلك حزب الله لبنان والمقاومة الفلسطينية، أخطبوطات، والسبب في تكثيف القصف على المناطق السكنية في غزة هو خوف الكيان الصهيوني من قوى المقاومة .
في هذه الرياضة العنف مرتفع ومستمر، وهدفها هو البقاء على قيد الحياة في الحرب الحقيقية. وبهذا الأسلوب تعمل إسرائيل على تآكل الحرب من أجل إرهاق الخصم واستسلامه، وهو الأمر الذي لم ينجح بالطبع حتى الآن. والحقيقة أن قوى المقاومة هي التي تنفذ خطة جديدة ضد كل خطة حربية، وتحدد الشروط المهمة للحرب، بما في ذلك وقف إطلاق النار. وتابع: إسرائيل تعتبر نواة المقاومة بما فيها حزب الله لبنان والمقاومة الفلسطينية أخطبوطات، وسبب تكثيف قصف المناطق السكنية في غزة هو خوف الكيان الصهيوني من قوى المقاومة.
واشاد بأقصى سلطة وأقل تكلفة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة وأكد على دعم ايران الدائم للمقاومة والشعب الفلسطيني .
واشار علي رضا سلطان شاهي رئيس مركز الدراسات الفلسطينية ومؤلف كتاب بيراموني في الاجتماع الى الفشل الاعلامي في عملية السيوف الخديدية وقال
وكان استخدام الجيش الصهيوني لوسائل التواصل الاجتماعي، من بين وسائل الدعاية المختلفة الأخرى، مصدر فخر لهذا الكيان. وفي هذا الصدد، شكر مسؤولو الإعلام الصهيوني وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وإكس وفيسبوك والرسوم البيانية المعلوماتية (الإنفوغرافيك)، على تغطيتها لأخبار إسرائيل المرغوبة وخلق عدة مئات الآلاف من المستخدمين المزيفين لنشر أخبار كاذبة ضد حماس.
وفي الوقت نفسه، حاول الكيان الصهيوني منع نشر الأخبار الحقيقية عن الحرب في غزة من خلال قطع الكهرباء والإنترنت وقتل الصحفيين. لكن في الواقع لم ينجح التصوير الكاذب للصهاينة، وكان الكيان الإسرائيلي هو الذي خسر الحرب الإعلامية، والعديد من دول العالم الواعية دعمت جبهة المقاومة الفلسطينية في غزة، وكان الرأي العام العالمي في الواقع ضد الكيان الإسرائيلي.
وأشار سلطان شاهي إلى آية « من الذین هادوا یحرفون الکلم عن مواضعه » (النساء: 46) وقال: التشويه سياسة الصهاينة منذ آلاف السنين. لقد حاولوا دائما تشويه الأحداث التاريخية بحيلة القمع. ولا تزال هذه السياسة التي يعود تاريخها إلى ألف عام مطبقة في وسائل إعلام الكيان الصهيوني واعتبر مصطلح معاداة السامية ينبع من سياسة قمع الكيان الصهيوني .