حرب “السيوف الحديدية” في قطاع غزة، وفي الشمال والوسط، والآن في رفح، تتدحرج وتراوح المكان. الجنود الشباب الشجعان يواصلون العملية البرية بتصميم في محاولة لتدمير مقاتلي حماس المتبقين، بعد أن ظهر بأنه تمت تصفيتهم أو إبعادهم، ولكنهم عادوا ويستمرون في القتال، وجنودنا هم الذين سيدفعون ثمن ذلك بحياتهم. والكثير من الفلسطينيين، ومن بينهم مدنيون، وجدوا أنفسهم في قلب العاصفة في ميادين القتال. وقوافل المساعدات، التي تحاول الوصول إلى مليونين من سكان القطاع، ستواصل شق طريقها في البر وعبر الميناء الجديد الذي أقامته الولايات المتحدة للتسهيل على توفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لمئات آلاف الأشخاص الذين جعلهم يحيى السنوار شبكة أمان تحميه هو وجنوده.
إسرائيل المحبوسة بين الحواجز تتعاون في توفير المساعدات، ليس بفرح وتفهم بل رغم أنفها؛ لأن هذا هو الثمن المحتم والمبرر، الذي قد يعطي المبرر الأخلاقي لاستمرار الحرب حتى “النصر المطلق”، الذي من شبه المؤكد لن يأتي. لكن في المقابل، تقريباً بشكل خفي، تتطور حرب ستغطي إشاراتها على كل المآسي والدماء والنار وسحب الدخان التي تغطي غزة ومحيطها، وهي الحرب في الضفة الغربية، في المناطق التي نسميها بحق تاريخي “يهودا والسامرة”.