يؤكد القائد الأسبق لغرفة العمليات في جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف أن صفقة إعادة المخطوفين ماتت قبل أن تولد، لأن نتنياهو غير معنيّ بها.
ويوضح زيف، في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية، أن القتلى الإسرائيليين الستة الذين تم استخراج جثثهم من خان يونس يمثّلون الأيام الحزينة جداً لإسرائيل، وهم جزء من عائلات فشلت هي في الدفاع عنهم بعدما تم أخذهم، وهم على قيد الحياة، وقُتلوا، أو ماتوا، وهم يشعرون بالإحباط من الدولة التي فشلت في إنقاذهم للمرة الثانية.
ويوضح أنهم دفنوا بصمت، وحازت عملية الإنقاذ اهتماماً أوسع من الاهتمام بالقتلى أنفسهم، ومن تركهم لمصيرهم في أنفاق “حماس”.
ويقول إن دولة معتدة بذاتها كانت ستمنحهم، على الأقل، بعض الاحترام في موتهم، وتحترم إعادتهم بطقس خاص يُلقي فيه رئيس الدولة، أو أيّ وزير خطاباً، ويحني رأسه دقيقة على كل سنة من السنوات الثمانين من العمل، وهو ما كان يمكن أن يجعلنا، على الأقل، دولة أفضل لمدة ست دقائق.
ويمضي زيف في انتقاداته الخطيرة: “رغم ذلك، فإن الواقع الأليم هو أن إسرائيل منقسمة، حتى إزاء القضايا الأساسية والأكثر إنسانيةً في المجتمع ككل. تُحدَّد قيمة الحياة بحسب الانتماء، وفكرة التعاضد غير موجودة، ومسؤولية الدولة بالدفاع عن مواطنيها باتت محددة، بحسب الانتماء السياسي. النازحون من “غلاف غزة” و”غلاف لبنان” يتم التعامل معهم على أنهم أقل قيمةً، والمخطوفون باتوا مصدر إزعاج، في أفضل الأحوال. أحياء، أو أموات، لم يعد الأمر جوهرياً. في إسرائيل الجديدة لم يعد هناك خجل. بات الفشل لا يُفحص، والكوارث أصبحت أمراً هامشياً، وانهيار أساسات الدولة أضحى مكان نقاش. مقولة “لا مسؤولية، ولا قلق” صارت كالتوراة، والاحترام مخصص فقط لرجل واحد يتمسك بالسلطة. نحن في دولة فيها هويتان: إحداهما لا تزال مع الإخفاق، وتحمّل المسؤولية، حيث لا يزال للخجل مكان فيها. يختارون الألم، بدلاً من الاتهام، أشخاص لا يستطيعون التنفس بسبب الجرح المفتوح في القلب على ما كان يوماً دولة واحدة.
رابط الخبر: https://www.alquds.co.uk