كان شيئا ملتبسا في معظم تهاني العيد “أن تكون سنة أفضل” سمعتها هذا الأسبوع”. يبدو أن ليس خلفها أي ثقة. فإسرائيل تدخل العام 2025 كدولة لا تزال جريحة، فيما أن بعضا من جراحها لا تزال مفتوحة ونازفة. صحيح أنها أنهت 2024 متوجة بإنجازات عسكرية مبهرة، لكن هذه الإنجازات لم تترجم بعد إلى خلق واقع أفضل وتحويل إسرائيل إلى دولة من الأفضل العيش فيها. العكس هو الصحيح: فهذه آخذة في التآكل كل يوم فيما أننا نغرق في مراوحة في المكان في غزة، في لبنان وفي سوريا.
في اليوم الأخير من 2024، أثناء زيارة لي إلى الشمال توقفت في أحد الأماكن التي استطيبها: “فلافل شمعون عومر” في كريات شمونا، مؤسسة قديمة أصر عومر على ابقائها مفتوحة كل أيام الحرب. بخلاف تام مع المدينة نفسها التي لا تزال فارغة من الناس، كان المكان مليئا بالزوار، لكن شيئا ما بدا غريبا. لقد كان الفلافل طيبا، كما كان دوما، لكن فقط بعد دقيقة وبضع لقيمات فهمت ما الذي يختلف هذه المرة: رغم العدد الكبير من الناس الذين أموا المكان، ساد هناك صمت مطبق. الكل كان يأكل بصمت، وحتى عندما كانوا يتحدثون، كان هذا قصيرا وبصوت هامس. بسطات الفلافل هي أماكن تعج بالناس بطبيعتها، وبسطة عومر كانت دوما مليئة بالناس. أما هذه المرة فلم يكن هناك إلا صمت مثقل بالحزن.
رابط الخبر: https://samanews.ps/ar/post/595375