هذه فترة دراماتيكية في الشرق الأوسط، سواء في تطورها أو في الوتيرة التي تحمل البشائر. يبدو أن تغييرات كبيرة تحدث الآن في المنطقة منذ حرب الخليج الثانية. الولايات المتحدة تعيد تأسيس منظومة تحالفاتها، مع محاولة حل عدد من الخلافات القديمة. السياسة الإقليمية التي يقودها ترامب تعكس خطاً تجارياً قوياً، متغطرساً، لكنه لا يسعى إلى الحروب. يبدو أن ترامب أحب صورة صانع السلام التي تبناها في الفترة الأخيرة، في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى.
دور إسرائيل في هذه الأحداث الآن يبدو هامشياً. ترامب يعرض عليها الحل، في الحقيقة سطحي ومليء بالثغرات، الذي يمكنه المساعدة على إنهاء الحرب في قطاع غزة. أما نتنياهو فلا يوافق على ذلك، يخاف من اتفاق يفرض عليه. ولكن توجد أخطار أخرى، وهي أن يقرر الأمريكيون ترك إسرائيل لمصيرها وضائقتها، أو أن يحاول نتنياهو إفشال الاتفاق بالقوة، في غزة وحتى في إيران.
رسم ترامب انعطافة في نهاية الشهر الثالث على ولايته الثانية. في زيارته لدول الخليج هذا الأسبوع، أطلق صفقات بمبلغ إجمالي يبلغ أكثر من تريليون دولار. في الوقت نفسه، يريد الرئيس الأمريكي تسريع التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران حول كبح مشروعها النووي. احتمالية ذلك تبدو عالية، رغم أن مستوى معرفة التفاصيل من قبل ترامب ومبعوثه لكل المهمات، ستيف ويتكوف، منخفض جداً. ولتحقيق الهدف الثاني المعلن، إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس واستكمال صفقة المخطوفين، فقد أصبحت هناك حاجة إلى إشراك إسرائيل في هذه المهمة.
رابط الخبر: https://samanews.ps/ar/post/603232