عندما صدر تقرير حركة “أمنستي العالمية”، الذي يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، كنت أتولى منصب نائب مدير عام فرع الحركة في إسرائيل، وكنت من رؤساء المعارضة العلنية للفرع لهذه المقولة – معارضة كلفت الفرع طرداً فعلياً من الحركة العالمية.
كنت من بين الذين اعتقدوا أن أمنستي لن ينجح تقريرها في إثبات عنصر النية، الذي هو ضروري للإدانة بارتكاب إبادة جماعية. لم نحتج على استنتاجات التقرير، بل على التحليل الذي جاء فيه؛ بأنه لا يوجد تفسير منطقي آخر لأفعال إسرائيل عدا عن نية من الأعلى لإبادة سكان غزة. اعتقدنا أن هناك تفسيراً آخر محتملاً، مثلاً الاستخفاف بحياة الغزيين في الطريق إلى تحقيق الأهداف العسكرية. واعتقدنا أن الانحياز لإسرائيل سيثقل القيام بتحليل مهني. كل ذلك تغير إزاء وقف شامل لإدخال المساعدات إلى غزة.
قرار منع المساعدات الإنسانية الذي يطبق منذ آذار، يعطي تأثيراً أكبر في أوساط السكان المحليين (ربما أيضاً في أوساط المخطوفين)، وكل يوم يمر بدون مساعدات تزداد الصورة قتامة. هذه لحظة فاصلة. فالأمر لا يتعلق بتقييد نطاق المساعدات مثلما كان في السابق، بل يتعلق بمنعها كلياً وبشكل مستمر.
رابط الخبر: https://samanews.ps/ar/post/603231